ولدت جاهلا ... وسأموت جاهلا وبينهما ...سأحاول أن أتلمس من العلم شيئا ......واطرق سبل المعرفة فان علمت وعرفت ...فذلك بفضل من الله
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عُرف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عُرف. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 3 نوفمبر 2008

اللياقة النفسية... عُرف الناس

مجمع تجاري
مرزوق ...شاب .. صغير الحجم ... قوي البنية
صاحب مشاكل ... يحب العراك

يقف مرزوق على جانب مدخل المجمع بحيث يرى كل من يدخل

دخل فهد قاصدا التسوق

مرزوق بوت مسموع : يا حمار

فهد يلتف يمنه ويسره وخلفه
لا يجد احد سواه
أكمل طريقه دون أن يلتفت إلى مرزوق

وقف في مواجهة احد المحلات يطلع عل البضاعة المعروضة

دخل إبراهيم المجمع

مرزوق : يا حمار
إبراهيم يتلفت ولا يجد احد سواه
ويتجه ناحية مرزوق قائلا : تكلمني ؟
مرزوق : أي ... في غيرك حمار
إبراهيم : أنا حمار يا ابن الـ ....
مرزوق : حمار .. و بوكرشة بعد
إبراهيم : أيا جليل الحيا

وتشابكا بالأيدي كل منهم يضرب الآخر

هرج ومرج

مرزوق رغم ضآلة جسمه إلا انه يتمتع بقوة غير عادية
تجمع الناس .... تم الاتصال بالشرطة

بعد دقائق الإسعاف تحمل إبراهيم
والشرطة تقتاد مرزوق

فهد كان واقفا مكانه يراقب الوضع
خرج أبو فكري من محله وقد كان يشاهد الموقف منذ دخول فهد للمجمع

أبو فكري مخاطبا فهد : ممكن أسألك سؤال
فهد : تفضل

أبو فكري: كيف تحملت ولم ترد عندما قال لك يا حمار
فهد : لم يقل لي احد يا حمار
أبو فكري : الولد قالها لك عند دخولك
أبو فهد : أنت الآن تقصدني ؟
أبو فكري : لا والله لا اقصد .. ولكني متعجب منك

فهد ضاحكا : سمعت احدهم يقول يا حمار التفت لم أجد حمارا في المجمع
أكملت طريقي ... هكذا هو الأمر بكل بساطة

أبو فكري : الم تظن انه يقصدك ؟
فهد : ولماذا يقصدني ؟
وان كان يقصدني ... أنا اعرف نفسي أكثر منه بأنني لست حمارا
وما المشكلة في حمار ؟
أبو فكري : إنها شتيمة
فهد : ولماذا تكون شتيمة ؟ الحمار حيوان ذكي وصبور
أبو فكري ضاحكا بصوت عالي .... الحمار ذكي
فهد : نعم حيوان ذكي جدا
أبو فكري : أنا منذ طفولتي اعرف إن الحمار غبي
والمدرس كان يقول للطالب الذي لا يعرف الإجابة
شو أنت حمار ما بتفهم

فهد : مبتسما ... الظاهر إن المدرس هو من لا يفهم
أبو فكري : دع عنك المدرس العالم كله يعرف إن الحمار هو أغبى حيوان
فهد : وهل هذا حقيقة ؟ من أين جئت بهذا الكلام
أبو فكري : شو أنت تتكلم بجد ؟ كل الناس بتعرف انو غبي
أنت من وين جبت انه ذكي


فهد : ألا تعرف حكاية الحمار والسوق
أبو فكري : لا .. نسمعها منك

قال أبو فهد :

خرج محفوظ مع حماره قاصدا السوق
وكان السوق يومها مزدحما جدا
فضاع محفوظ عن حماره وضاع الحمار عن محفوظ

اخذ محفوظ يبحث عن الحمار على أطراف السوق وداخله
لكن الازدحام الشديد حال بينه وبين أن يجد حماره
فانتظر حتى مغرب الشمس وانفضاض السوق حتى لم يبقى فيه احد
عندها تأكد من عدم وجود الحمار
فقفل راجعا إلى البيت
وبمجرد وصوله رأى الحمار واقفا عند باب البيت
فصرخ فيه قائلا : أيا حمار ...أنت هنا و أنا ابحث عنك في السوق منذ الصباح حتى الآن
( صج ) انك حمار
فرد عليه الحمار قائلا : عندما أضعتك قلت لأرجع البيت
( حسبتك ) ادمي
وبشكل طبيعي ستعود إلى البيت لتجدني بانتظارك

وأردف فهد قائلا مخاطبا أبو فكري
هل رأيت كيف إن الحمار أذكى من صاحبه !!
أبو فكري : الظاهر صاحب الحمار قروي ها ها ها
فهد : لا ليس قرويا ولعلمك إن القرويين هم أذكى الناس
فكثير من الصناعات والاختراعات العلمية الحديثة
مستمدة من ابتكاراتهم وتم تطويرها

أبو فكري : هل يعقل ذلك ؟
فهد : الم تسمع قصة الحمار وأبو نزار ؟
رد عليه أبو فكري قائلا : لا لم اسمعها ...ألا تخبرني بها

فسرد فهد قصة أبو نزار قائلا :

في إحدى المناطق الريفية الجبلية
جلس أبو نزار على تله يراقب مزرعته وقطيع أغنامه
و إذا به يرى من بعيد احد الأشخاص لابسا بدله
وبيده أوراق وقلم
وبصحبة اثنان احدهما يحمل ما يشبه الكاميرا موضوعة على قوائم طويلة
والثاني بيده قائم طويل ملون

توجه الثلاثة على طرف الجبل
واخذ اثنان منهم بوضع القائم وما يشبه الكاميرا في مواضع مختلفة
ويحدثون الشخص الآخر وهو يكتب في الوراق

كان أبو نزار يراقب الوضع مستغربا
بعد ساعة ونصف
اقترب الرجل الذي يلبس البدلة من أبو نزار سلم عليه
وعرّف عن نفسه على انه مهندس من هيئة المساحة
وإنهم متواجدون لعمل مسح للمنطقة لشق طريق فيها
وقد لاحظ المهندس بعد عمل المسح إن أفضل مسار للطريق
هو نفس المسار الذي له اثر ( جادة ) من استخدام أهل المنطقة
بل انه متطابق معه تماما

المهندس : يا عم ... من حدد لكم هذا المسار الذي في الجبل وكيف ؟


أبو نزار : يا ابني نحن أهل القرى عندما نرغب في معرفة أيسر وأسهل الطرق في الجبال
نترك الحمار يسير أمامنا ونتبعه
فالحمار بالفطرة يختار أيسر وأسهل السبل

المهندس مستغربا : وان لم يكن لديكم حمار

أبو نزار بكل عفوية : نأتي بمهندس مثلك يا ابني




الحمار حيوان يتمتع بذكاء وصبر وقدرة تحمل
وقديما وحديثا هو يشكل مصدر رزق وثروة
لكثير من الأسر في مختلف دول العالم

ذكر الحمار في القران في أربعة مواضع
وضرب في صوته المثل بانكر الأصوات
كما ضرب به مثل من يحمل علما ولا يعيه


ما عدا ذلك فان الحمار حيوان ذكي ومفيد جدا


هل صحيح ما تعارف عليه الناس من غباء الحمار ؟
هل لهذا العرف سند واقعي أو علمي ؟

.....

من أين يأتي العرف ؟

وهل كل عرف صحيح ؟

وهل كل عرف ايجابي ؟

وهل كل عرف مفيد ؟

وهل مخالفة العرف يشكل جريمة ؟

وكم ندفع من أموال لمسايرة العرف ؟

وكم ندفع من صحتنا وراحتنا لكي لا نخالف العرف ؟

ولماذا نساير ونتبع العرف رغم ضرره علينا ؟

هل نحتاج إن نجيب على هذه الأسئلة؟
أم إن الأسئلة تحمل إجاباتها ؟

- الأفراح وتكاليفها
- حفلات الاستقبال
- حالات الولادة
- السفر
- العزائم
- شراء السيارات
- الملابس والماركات
- الكماليات


وكثير من الأمور التي نمارسها
لان الناس تعارفوا عليها رغم عدم اقتناعنا بها
وأحيانا عدم قدرتنا عليها ماديا أو معنويا


سألوا احدهم
لماذا فررت من الأسد
ألا تخشى أن يقول الناس عنك جبان

رد : أن يقولوا عني جبان
خير من أن يقولوا ... رحمه الله كان شجاعا

هل نستطيع ان نقول لا

لأي عرف يسبب لنا ضررا أو اذى


........

قال الله تعالى

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا

( الكهف : 28 )

يتبع