ولدت جاهلا ... وسأموت جاهلا وبينهما ...سأحاول أن أتلمس من العلم شيئا ......واطرق سبل المعرفة فان علمت وعرفت ...فذلك بفضل من الله

الثلاثاء، 3 فبراير 2009

كيـــف نحـــب ؟

تحدثنا عن بعض التعليقات التي وجب تسليط الضوء عليها
واليوم نستكمل مع تعليق ورد ضمن موضوع ...
كلمة تغير المسار
وبالمناسبة هي تأتي ضمن المقالات التي تتناول الحب

فقد ورد تعليق أخي الحبيب -
mate

كالتالي :
................................
-
mate يقول ...

"لا تستهينوا بتأثير الكلمة"
أحبك في الله أبا اللطف
إشرايك في هالكلمة ؟
;q

................................

اطلعت على التعليق ووقع في نفسي طبعا
ولتأخر الوقت أجلت الرد إلى وقت لاحق

في اليوم التالي التقيت بصديقنا إياه فسألني ...

صديقي : هل اطلعت على ما يتعرض له فلان من حملة ظالمة ؟

أجبته : اطلعت من خلال المدونات .
هو صديق لك أليس كذلك ؟

هو : نعم تقريبا ، اعرفه وأحبه كثيرا
أحبه في الله وليس لأي غرض .

أنا : هل أخبرته بذلك ؟

هو ضاحكا : نعم اليوم ، وكأنك تعلم
لقد أرسلت له رسالة على هاتفه النقال اليوم
وقد حادثني بعدها .....
لا تتصور كم كان اثر و وقع الرسالة عليه وأثرها الكبير .

أنا : سبحان الله ، طبعا لا يوصي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بشيء إلا فيه الخير.

هو : صدقت
أتعرف إن الحب في الله خصلة عظيمة لا يحس بقيمتها إلا من يعايشها فعلا .
فهو حب خالي من أي غرض دنيوي ، ولا يرتبط بالمصالح
حب خالص نقي لا تشوبه أي شائبة
لا يقف في وجهه أي خلافات أو اختلاف
مهما اختلفت مع من تحب تبقى تحبه كما هو
لا تحمل في قلبك غلا ولا يحوك في نفسك شيئ على من تحب حتى لو صدرت منه أية إساءة أو تقصير أو هفوة سواء قصدها أو لم يقصدها .
الحب يكون اكبر من كل ذلك ويحتوي كل هذه المشاكل و التقصير والهفوات .

الأب - مثلا - مهما قسا على ابنه فانه يظل يحمل الحب له
ومهما عق الابن والديه يبقيا يحملان الحب له

قد يكره احد الأبناء احد والديه إذا أساء له أو قصر في حقه
لان نظرة الابن قد تعتمد على المصلحة والفائدة تجاه أبويه
لكن لا يكاد يوجد أب أو أم لا يحبان ابنهما مهما قسا عليهما .

هذا النوع من حب الآباء للأبناء هو حب خالي من أي غرض
وهكذا المفروض يتحاب الناس .

أنا مبتسما : ذكرتني بالذي يقول :
احبك لو تحب غيري
وتنساني وتبقى بعيد
عشان قلبي بيتمنى
يشوفك كل لحظة سعيد
هههههههه


هو ضاحكا : نعم هذا صحيح وهو ليس كلام أغاني أو أفلام
إذا أحببت شخصا في الله بحق وليس قولا فقط
فانك ستشعر بذلك وتعرف أن هذا حق

أنا : لا يوجد حب بدون أنانية
دائما المحب يتمنى أو يسعى إلى امتلاك محبوبه
وان يكون له هو وحده فقط
و يغضب ويقلب الدنيا رأسا على عقب إن فقده أو تخلى عنه لأي سبب
بل قد يتحول الحب وينقلب إلى شحناء بينهما
انظر للمحاكم - مثلا - وحالات الأزواج فيها


هو : هذا حب مبني على غرض
لو كان نقيا صافيا خالصا في الله
لعرف الرجل ما عليه من حقوق ووفاها طوعا
ولعرفت المرأة ما لها من حقوق ولم تطالب بما يزيد عنها
ولما كانت انتهاء العلاقة إنذارا ببدء حرب

هناك من تنتهي حياتهم الزوجية أو علاقاتهم ويبقون أحبة
لا يناكف احدهما الآخر ولا يحقد عليه أو يحمل غلا له
بل كل منهم يتمنى الخير للآخر
صحيح إنهم قلة و لكن لا تخلو الحياة منهم

أنا : صعب أتصور ذلك

هو : الأمر لا يتطلب تصورا وإنما معايشة
صدقني إن كان حبك خالصا منزها من الغرض
ستتمنى الخير لحبيبك حتى وان بعد عنك
هذه هي فضيلة ....الحب في الله

....... انتهى الحوار ........

إني احبك في الله

أربع كلمات فقط

قالها لي بالأمس أخي الحبيب -
mate واليوم يقولها صديقي لصديقه
وفي نفس الوقت أمر بموقف يتطلب مني اختبار ذلك وقد كان
ثم يأتي تعليق أخي الحبيب :
..............
أستاذ حمام يقول...

استشهد بخير كلام على الأرض بعد كلام الله.. عن أبي كَريمةَ المِقْدَادِ بن مَعْدِ يكَرب رضي اللَّه عنه عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال « إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ ، فَلْيُخْبِرْه أَنَّهُ يُحِبُّهُ »
.............

لا أؤمن بالصدف ....

استحضرت في ذهني حديثين للنبي صلى الله عليه وسلم كلنا نعرفهما

‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال : ‏ ‏" إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحببه "( مسند الإمام أحمد )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ....
منهم :
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه" (متفق عليه )

وكلمة ( الرجلان ) هنا طبعا ليس لها مفهوم مخصص وإنما تدخل المرأة للمرأة أيضا ضمن ذلك


و تساءلت إعجابا وليس استغرابا

سبحان الله من علم النبي الأمي وقع واثر هذه الكلمات في النفوس !

لم تكن هناك دراسات نفسية ولا أخصائيين

أربع كلمات تقع في القلب وتجد لها موضعا

تضفي البهجة والراحة والانشراح
تجعل في القلب قبولا للطرف الآخر

ماذا لو كان متولي شئوننا يتبادلون هذه المحبة
هل كنا سنرى ما نراه اليوم ؟

ماذا لو زملاء العمل يتبادلون فعلا هذه المحبة ؟
كيف سيكون عليه جو العمل ؟

ماذا لو تبادل الأزواج هذه المحبة
هل ستمتلئ المحاكم ؟

ماذا لو أفراد الشعب يتبادلون هذه المحبة ؟
وماذا لو .... وماذا لو

أسئلة لانهاية لها

عن التأثير الفعلي لهذه الكلمات البسيطة في التركيب
الكبيرة في المضمون والمحتوى

ولان لهذه الكلمات وتأثيرها دورا كبيرا في نشر الخير
فان جزاءها كان .... ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ....

ليس الأمر بسهولة الحديث عنه
ولكنه ليس صعبا
................