ولدت جاهلا ... وسأموت جاهلا وبينهما ...سأحاول أن أتلمس من العلم شيئا ......واطرق سبل المعرفة فان علمت وعرفت ...فذلك بفضل من الله

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

البند الخامس من الكشف

ربي اشرح لي صدري
ويسر لي امري
وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي


البند الخامس من كشف الحساب لهذا العام المشارف على نهايته هو بند جديد مستحدث لم يكن ضمن الكشف في السنوات السابقة .
وهو بند : العلاقة مع التدوين بما يشمله من تفاصيل

فالكشف يتضمن بنودا كالتالي :

1) العلاقة مع الله .
2) العلاقة مع الأهل .
3) العلاقة مع العمل .
4) العلاقة مع الأصدقاء والجيران .
5) العلاقة مع التدوين .

ثم تتوالى بقية البنود لمختلف العلاقات التي تشمل حياتنا في اليوم والليلة .

واغلب البنود يكون كشف الحساب فيها بشكل يومي منعا لتراكم العمليات المحاسبية مما يصعب الأمر عند التجميع النهائي .

ويتعلق البند الخامس العلاقة المباشرة وغير المباشرة مع المدونين وقراء المدونات ، ولما كانت وسلية التواصل والتخاطب من خلال المقالات ...فاسمحوا لي بما يلي :

لابد ابتداء من تقديم اعتذاري لجميع إخواني وأخواتي المدونين والمدونات الكرام وذلك عن تقصيري معكم .

فاعتذر عن عدم متابعتي للجميع بشكل منتظم ...وهو واجب عليّ وحق لكم .

واعتذر لكل من قصرت في حقه – و أنا المقصر دائما – فذلك دائي وكيف لا و أنا المقصر في حق نفسي .
فان كنت كذلك فأرجو أن يكون ذلك عذري .


ولا شك انكم أفضل مني وتعذروني لأنكم أهل ذلك .


كما اعتذر إن كنت قد تجاهلت احد ما أو تعليقا ما سواء عمدا أو سهوا أو قصرت في الرد أو رددت بما لا يليق .

كما اعتذر عن كل كلمة قلتها سواء صراحة أو تلميحا وكان فيها إساءة لأحد منكم أو لفئة أو لطائفة أو لمجموعة أو لمعتقد أو لسلوك أو أي قول كان فيه مساسا بأحد ما .

ويعلم الله إني لم أكن اقصد ذلك – وإنما إن كان مني ذلك – فهو من زلات اللسان وهفوات الفؤاد .


كما اعتذر عما بدر مني وسبب أذى أو ضيق أو امتعاض أو أي نوع من الشعور السلبي لأحد منكم .

ولكل من تأذى مما اكتب أقول ...
يعلم الله إني لم اقصد إيذاؤك أو اهانة احد ما أو النيل منه أو التقليل من شأنه ، وإنما هي - ان كانت - من شطحات النفس وزلات العقل ، فليكن عفوك عني اكبر من أذيتي لك ، وحلمك عليّ أو سع من جهلي .


أحبتي ...

من أحسن الظن بي أقول له :
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
ولا أظن إني استحق ذلك
فانا لست كما تظن .. فلي هفواتي وزلاتي وجنوني أحيانا

ومن أساء الظن بي أقول له :
أطمئنك
بأنني أسوأ مما تظن
فلا تشغل نفسك بسوئي
واشغلها بما هو خير مني وبما يستحق انشغالك .


أحبتي ...

لست بأفضلكم ولا أعلمكم ولا اتقاكم
ولست بذي فضل على احد بل فضلكم جميعا عليّ

فارجو ان تأخذوا بيدي ولا تأخذوا عليها
ولا تحرموني النصح و الإرشاد
و عاملوني بما انتم أهل له لا بما أنا أهل له
وليسبق عطفكم لي غضبكم عليّ
ولتعلموا إن انتقادي أحب إلى من مدحي
فانتقدوني و أرفقوا بي

قال الله تعالى :

وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
( آل عمران : 135 )

اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك


الأحد، 28 ديسمبر 2008

اللعب في ملعب الاخرين


غزة تنتهك

وهي ليست الهدف وإنما هي ورقة تلعب بها القوى الإقليمية بمباركة عالمية وعِلمٌ عربي .

فإسرائيل تعربد بمباركة عالمية وعلم عربي لتحريك الأوراق والوصول إلى تسويات أو تصعيد في أماكن أخرى .

فاليد تبطش بغزة والعين على جهات أخرى .

وبين هؤلاء وهؤلاء يتساقط الأبرياء .

وما يحدث ليس نهاية فصل وإنما هو بداية فصل ستتضح صورته خلال الأيام القادمة .

أيها اللاعبون ...
ارفعوا أيديكم عن غزة ، ومن أراد اللعب فليلعب في ملعبه وليس ملعب الآخرين
.

ليس لدينا الا الدعاء ...

اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين، وأقض الدين عن المدينين، ويسر أمور المسلمين، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، ومن كل مرض شفاء، ومن كل دين وفاءً، ومن كل حاجة قضاءً، ومن كل ذنب مغفرة ورحمة، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا ، أللهم أقل عثرات المسلمين، اللهم ارحم المنكوبين والجوعى والخائفين والمظلومين، اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان .

ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .


................

قال الله تعالى :

إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
( يونس : 44 )


ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
( الروم: 41)


مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ
( فصلت: ٤٦ )

وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ

(الشورى: ٣٠ )



الخميس، 25 ديسمبر 2008

حبـــة منطـــــــــق

لم يملكون خطوط هاتف نقال بنظام كروت التعبئة

عندما تقوم بتعبئة الخط بملغ عشرة دنانير مثلا
ثم تبدأ باستعمال الهاتف
فان الرصيد يتناقص مع الاستخدام


ولا شك إن تناقص الرصيد لا يشكل أي شعور ايجابي للمستخدم
ولا يدخل السرور على قلب المستخدم


لمن يملكون خطوط فواتير

مع الاستخدام تتصاعد قيمة الفاتورة

ولا شك إن تصاعد قيمة الفاتورة لا يشكل أي شعور ايجابي
ولا يدخل السرور على قلب المستخدم


يتم تحويل الراتب إلى الحساب في بداية الشهر

ومع مرور كل يوم يتناقص الرصيد من خلال استخدامنا

ولا شك إن تناقص رصيد الحساب لا يشكل أي شعور ايجابي
ولا يدخل السرور على القلب


عندما تقتني حيوانا اليافا قيما

وتراه يكبر يوما بعد يوم
يزداد عمره ويقترب من الشيخوخة

فلاشك إن ذلك لا يشكل أي شعور ايجابي لك
ولا يدخل السرور على قلبك

..................


لماذا نفرح كلما تقدم بنا العمر ؟
لماذا نفرح كلما قل رصيدنا من الأيام التي سنعيشها ؟

بمجرد الولادة
يبدأ العد التنازلي لعمر الإنسان
كل يوم نصغر يوما
يقل الرصيد المتبقي
ويزداد المستنفذ ( المستهلك من الرصيد )

لماذا نفرح ؟

بل لماذا نحتفل ؟

لماذا الإحساس بقرب الأجل لا يصاحب أو يلازم الشخص الا بعد سن معين
الخمسينات مثلا أو الستينات

هل يعرف الإنسان كم سيعيش مسبقا ؟

لماذا هذا الإحساس لا يكون ملازما له قبل ذلك ؟

هل استحضار الأجل أمر ايجابي أم سلبي ؟

وهل له تأثير على سلوكنا أم لا ؟

السنا ندقق في كشف الحساب المالي لنعرف تفاصيله ؟

أين هو كشف حساب حياتنا؟


ليست دعوة للتشاؤم او استحضار الاحزان

وانما هي دعوة للتفكر والتدبر

وان خلت من المنطق ...فارجو المعذرة
..................

تمنياتي للجميع بعام جديد افضل من سابقة مليء بالطاعات
اطال الله في اعماركم وحسن عملكم

اللهم انا نسالك ان تحسن خاتمتنا

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

اللياقة النفسية ... القناعة

عندما نذكر القناعة فإننا نتذكر القول المشهور
(( القناعة كنز لا يفنى ))


وقد تنطبق هذه المقولة وقت إطلاقها باعتبار إن الكنز
من أسباب راحة الإنسان في الدنيا ونجاحه

إلا أن الأمر لم يعد كذلك في وقتنا الحاضر
فكم ممن يمتلكون الكنوز وهم في شقاء

لذا يمكننا القول إن (( القانعة راحة لا تفنى ))

باعتبار إن الإنسان يود أن يكون مرتاحا في دنياه
والقناعة توفر له ذلك وهي احد أسباب إحساس الإنسان بالسعادة في دنياه

ما هي القناعة ؟

القناعة هي : الرضا بالقسم ، أي بما قسمه الله لك
أن تكون راضيا بنفسك وعن نفسك وكل ما قسمه الله لك
ماديا علميا ثقافيا صحيا ... الخ

والقناعة ضد الطمع
وليست ضد الطموح كما يعتقد البعض

فالقناعة لا تعني عدم السعي للأفضل أو الاستسلام للواقع
وإنما هو سعي مشروط بقبول الوضع الراهن وعدم السخط منه والتذمر

القناعة هي عدم النظر إلى ما في أيدي الآخرين

إن أردت أن تنظر إلى الآخرين فانظر إلى من هم اقل منك
إلى من لا يملكون ما تملك

القناعة تعني أن تكون على يقين تام
إن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى
وما قسمه الله لك سيأتيك لا محالة
وما صرفه عنك فلن تصل إليه مهما عملت

القناعة هي حالة صلح مع النفس
لا هي تطلب ما ليس لها ولا أنت تجيبها لما هو ليس بحق لها

النفس تواقة لما في الدنيا من زخارف وبهرجة
منها ما تتمكن من الحصول عليه بسهولة
ومنها ما يشق عليك الحصول عليه

منها ما هو ضروري ولا غنى عنه للحياة
ومنها ما هو اقل أهمية ومنها ما لا داعي له
أو لا ضرر من عدم الحصول عليه

إياك أن تتساوى لديك جميع الاحتياجات بنفس الأهمية

و إياك أن تحرص على الحصول على ما ليس ضروريا أو مهما

إياك أن تولي الزخارف والبهرجة أي أهمية

القناعة سلوك تحتاج إلى أن تبدأ به وتتعود على ممارسته
بعد أن تؤمن به طبعا


.......................

قال الله تعالى :

وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( طه : 131 )

..................

أخي العزيز ( الريس ) في مدونته The Boss

تحدث عن هذا الموضوع بعرض رائع ... أشفيكم - بسكم

يتبع ....



الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

دقائق لكـ

دعاء اعجبني ... فوددت ان تشاركوني فيه

اقرأوه في ساعة صفاء

إلهنا

إلهنا : كم من نعمة أنعمت بها علينا قل لك عندها شكرنا
إلهنا : كم من بلية ً أبتليتنا بها قل لك عندها صبرنا

يا من قل عند نعمائه شكرنا فلم يحرمنا
ويا من قل عند بلاءه لنا صبرُنا فلم يخذلنا
ويا من رأنا على المعاصى عاكفين فلم يفضحنا
ويا ذا المعروف الذى لايفنى أبدا
ويا ذا النعماء التى لاتحصى عددا

إن حاسبتنا بما نحن أهله مع كثرة ذنوبنا هلكنا
وإن حاسبتنا بما أنت أهله مع كثرة عيوبنا نجونا

فعاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله
فأنت أهل التقوى وأهل المغفره

يا من لعز جلاله ولوجه عنت الرقاب

من لي سواك يجيرنى مما أخاف من العذاب
من لي سواك يغيثنى عند الشدائد والصعاب
من لي سواك أبثه شكواى إذ جل المصاب
من لي سواك إذا دعوت أجابنى من كل باب
من لي سواك وكل ما فوق التراب هنا تراب
من لي سواك وأين أذهب دُلنى أين الذهاب
من لي سواك ولى ذنوب كالجبال مع الهضاب
من لي سواك ولى خطايا مثل ذرات التراب
من لي سواك إذا قبورٌ بُعثرت فوق التراب
من لي سواك إذا جبال سُيرت مثل السحاب
من لي سواك إذا جهنم سُعرت بلظى العذاب
من لي سواك وعندها نُصبت موازين الحساب
من لي سواك وأنت يسرت المتاب

وعساك ترضى ربي عن عبدٍ جفى فوق التراب
ضاقت به الدنيا فجاءك تائبا مما أصاب

سبحانك اللهم يا من عنده حسن الثواب
أقبل دعائى أقبل رجائى

وهيىء لى به حسن المئاب
أنت الكريم وأنت غفار الذنوب لمن أناب

إلهنا كم من قبيح سترته
وكم من بلاء أزلته
وكم من ثناءٍ جميل لست أهلاً له نشرته

أسألك بفضلك يا أرحم الراحمين
أسألك ألا يحجب دعائى عنك سوء فعلى

اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من أسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا

إلهنا أتُراك تعذبنا بعد ما أقرت قلوبنا بتوحيدك
ولهجت ألسنتُنا بذكرك
وأعتقدت ضمائرنا حبك

إلهنا أتُسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجده
وعلى ألسن ٍ نطقت بتوحيدك صادقة
وعلى جوارح أتت إلى رحابك خاشعه
وسعت إلى عبادتك طائعه

اللهم أغفر لنا الذنوب التى تهتك العِصم
اللهم أغفر لنا الذنوب التى تنزل النِقم
اللهم أغفر لنا الذنوب التى تغير النعم
وأغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء

يا من ذكره دواء وطاعته غِناء
أرحم من رأس مالهم الرجاء
وسلاحهم البكاء
الهنا ندعوك بألسنه أخرستها الذنوب
وبقلوب قد اثقلتها العيوب

إلهنا إن رأينا ذنوبنا فزعنا
وإن رأينا كرمك طمعنا
فإن عفوت فأنت خير راحم
وإن عذبت فبغير ظالم

عظُم إلهى فيك أمالُنا وساء عملُنا
فأعطنا من عفوك بقدر أملنا
ولا تؤاخذنا بسوء أعمالُنا
فإن كرمك يجُل عن مُجازاه المذنبين
وحلمك أكبر من مؤاخذة وعذاب المقصرين
يا ستار العيوب ويا غفار الذنوب ويا علام الغيوب
تغفر الذنوب بكرمك وتغفر الإساءة بحلمك

إلهنا أنت أهل التقوى وأهل المغفرة

اللهم إقبلنا وتقبلنا وتُب علينا وأرحمنا إنك التواب الرحيم
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحولبه بيننا وبين معصيتك
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا

وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

الأحد، 14 ديسمبر 2008

اللياقة النفسية ... كيف تحسب الحسنات ؟

في مقال سابق بينا أن المسلم يكون بين الرجاء والخوف
ويجب أن تتوازن الكفتان

لا رجاء يؤدي إلى تفريط
ولا خوف يؤدي إلى قنوط

وإنما الوسطية في الأمرين لتتعادل الكفتان
ونكون على طاعة ونبتعد عن المعصية

من يلبس ثوبا ابيضا ملطخا في كل جوانبه
لا يهتم إن وقعت عليه نقطة سوداء فإنها ستضيع بين كثرة اللطخات

ومن يلبس ثوبا ابيضا ناصعا فلاشك انه يهتم جدا
ألا يصيبه أي نقطة سوداء فإنها ستبدوا ظاهرة وتلطخ الثوب

هكذا هي القلوب ما بين بياض وسواد
ويأتي السواد من تعاقب الذنوب و الاستهانة بها ولو كانت من صغير العاصي
إلا أن تكرراها والاستهانة يؤدي إلى السواد

ما هو لو ثوبنا ؟

من المهم أن يعرف الإنسان أين هو من قلبه
وما لون ثوبه
كثر من هم لا يعرفون مثل هذا الأمر
فتجد البعض يستصغر انه ليس لديه إلا الصلاة والصيام ولا شيء غيرهما

ويمكن أن نقول بهما ... كفى

عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما ، أن رجلا سأل رسول الله عليه وسلم فقال : " أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك شيئا ، أأدخل الجنة ؟ " ، قال : ( نعم ) . رواه مسلم .

وكلنا يعرف حديث ذلك الإعرابي الذي قال لن أزيد عليها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : افلح إن صدق

طبعا لا يمكننا أن تكتفي بذلك لأننا لا يمكننا فعليا الالتزام بذلك
فنحن نخطئ ونذنب ونعصى
لذا نحتاج للاستغفار والنوافل لنجبر النقص

ورغم كل ذلك
يبقى البعض لا يعرف أين هو
ويحتاج الإنسان غالبا الى مؤشر واضح أو يمكن الاستناد إليه

ولا شك إننا إذا عرفنا مدى نقاء ثوبنا وبياضه
نحرص جدا بالا تكون فيه أي نقطة سوداء ما استطعنا إلى ذلك من سبيل


ما هو رصيدك الافتراضي من الحسنات ؟

لا يوجد من يدعي إمكانية حسابها
فهي في علم الغيب عند الله سبحانه وتعالى

ولكن نحاول التصور وتكوين صورة ذهنية عن هذا الأمر
من خلال الآيات والحديث التالي :

قال الله سبحانه وتعالى :


مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [ البقرة: 245 ]


وقال الله سبحانه وتعالى :

مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( البقرة : 261 )

وقال الله سبحانه وتعالى :


إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10 ].


عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال : ( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن : فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف ، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ) رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما.

أتعرفون كم هي 700 ضعفا للعشرة

في مقالنا السابق ( صفقة ) ذكرنا ( 31 ) ضعفا للواحد


عند الله سبحانه وتعالي ( 700 ) ضعفا للعشرة .....
بل أضعافا كثيرة .... بل هي بغير حساب

كم هو ابيض ونقي ثوبنا بهذه الحسنات
أليس حري بنا أن نحرص على عدم تدنسيه ؟

هي ليست دعوة للتفريط
فما ينسف جبال الحسنات هو صغائر الذنوب ان تراكمت او استهين بها

إياكم ومحقرات الذنوب

روى الإمام أحمد في مسـنده في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قــــال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إياكم ومحقرات الذنوب. كقوم نزلوا في بطن وادٍ ، فجاء ذا بعود ، وجاء ذا بعود ، حتى أنضجـــوا خُبزتَهُم . وإن محقـــــــــــرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه ))

الصغائر ... كثرتها أو الاستهانة بها …مهلكه


إذا استشعرنا هذا الأمر بشكل دائم
فلاشك إننا سنكون حريصين جدا
على نقاء سرائرنا وصفاء قلوبنا بشكل اكبر

فلنحافظ على هذا الكم الهائل من الحسنات ولا نفرط به

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وارنا الباطل باطلا والهمنا اجتنابه



يتبع ....

السبت، 13 ديسمبر 2008

صفقة

إذا عرض احدهم عليك الصفقة التالية :

يعطيك كل يوم 10.000 دينار ( عشرة آلاف دينار )

لمدة 31 يوما

وفي المقابل

تعطيه أول يوم فلسا واحد ثم يضاعف ولنفس المدة 31 يوما

اي كالتالي :


المبلغ

1 فلس ( فلسا واحد )

2 فلس ( فلسان )

4 فلوس ( أربعة فلوس )

8 فلوس ( ثمانية فلوس )

16 فلسا ( ستة عشر فلسا )

32 فلسا ( اثنان وثلاثون فلسا )

64 فلسا ( أربعة وستون فلسا )

الثامن
128 فلسا ( مئة وثمانية وعشرون فلوسا )
التاسع
256 فلسا ( مئتان وستة وخمسون فلسا )

العاشر

512 فلسا ( خمسمائه واثنا عشر فلسا )


وهكذا حتي اليوم ( 31 ) ... كل يوم ضعف اليوم السابق

هل تقبل أم ترفض ؟ ولماذا ؟

أرجو الإجابة دون إجراء أي عملية حسابية

وانما وفقا للحسبة النظرية


بعد الإجابة احسبها إن شئت

المهم أن تكون الإجابة بـ ( نعم أم لا )
مع ذكر تبرير لذلك

فالهدف ليس في حل المسألة وإنما الإجابة بحد ذاتها أيا كانت


.......


يتبع....


الخميس، 11 ديسمبر 2008

أءله مع الله ؟


بحمد الله وفضلة ونعمه تتم الصالحات

بدأ الحجيج بالعودة إلى ديارهم بعد أن أدوا احد الفروض


بدؤا العودة بعد عدة ايام قضوها في أداء مناسك ومشاعر هذه الفريضة

ايام معدودات
ما بين تروية في منى ثم وقوف بعرفة ثم الإفاضة إلى مزدلفة ثم ما بين رمي جمرات ونحر وطواف
وهكذا تمر هذه الأيام المعدودات
ما يقارب الثلاثة ملايين نسمه من شتى بقاع العالم
يتجمعون ويتحركون في مساحة محدودة وأداء نسك ومشاعر في أوقات محدودة
ولا يكاد يتخلف منهم احد


هذا الكم الهائل في هذه المساحة المحدودة وبحركة متقنة في أوقات محدودة

انظر إلى صلاتهم
مئات الألوف بل ما يزيد عن المليون
بكلمة واحدة فقط تتغير حركتهم بانتظام وإتقان
الله اكبر
ما بين ركوع وسجود وقيام

كيف كان لهذا أن يحدث ويتم بهذا النسق الرائع واليسر


لنتخيل الوضع ....تصور لو كل سكان الكويت خرجو معا في نفس الوقت يرغبون في الوصول الى نفس المكان ما الذي سيحدث ؟


لو اتيت بأكثر جيوش العالم نظاما والتزاما
لما استطاع أن يؤدي كل ذلك بهذا الإتقان

من الذي جمعهم ؟
من الذي حركهم ؟
من الذي سهل لهم ؟
من الذي يسر لهم ؟
من الذي أعانهم ؟
من ... ومن ... ومن ؟

انه موقف من مواقف التدبر والتفكر

أَءِله مع الله ؟

من يراقب كل ذلك
إن كان مؤمنا فلابد إن ذلك يزيده إيمانا ويقينا

ومن كان غير مؤمن ... فلابد له أن يتفكر في ذلك
إن كان منصفا ...ولن يجد إلا إجابة واحدة ...

أَءِله مع الله ؟
سبحان الله


................

في مثل هذا الحدث
لابد من توجبيه الشكر والإشادة .. لجلالة الملك خادم الحرمين الشريفين وحكومته والشعب الشقيق
على ما يبذلونه من جهود كبيرة وجبارة لخدمة ضيوف الرحمن
جزاهم الله خيرا

وما هذا إلا بفضل من الله سبحانه وتعالى وتوفيقه
الذي سخر عباده لخدمة عباده


قال الله تعالى :

وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
( الحج : 27 )



الاثنين، 8 ديسمبر 2008

العيد الحقيقي



الله اكبر الله اكبر الله اكبر
لا اله إلا الله

الله اكبر الله اكبر
ولله الحمد

تكبير العيد

بعد كل صلاة نكبر ثلاثا من يوم عرفة إلى عصر ثالث أيام التشريق ( 13 ذو الحجة )

نرددها بألسنتنا

هل وعته قلوبنا ؟
هل سمعته حقا آذاننا ؟


الله اكبر الله اكبر الله اكبر
لا اله إلا الله

استشعر فيها عظمة الله واستحضر كل ما تعرفه عن صفاته سبحانه وتعالى



الله اكبر الله اكبر
ولله الحمد

استشعر فيها كل ما تعرف ولا تعرف من نعم الله عليك
واستحضر كيف فضلك الله على كثير من خلقه



وانت تردد ذلك تذكر قول الله سبحانه وتعالى :

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ...................
( الحديد : من الاية 16 )

بلى وربي
بلى وربي
بلى وربي

آن لي ان يخشع قلبي
وتذرف عيني خشية ...اجلالا وتعظيما لقدرك

وارجو الا اكون ممن قلت فيهم :

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
( الزمر : 67 )

هذا هو العيد الحقيقي

فاعيادنا ليست من اختيار البشر

وانما اختارها لله سبحانه وتعالى لنا

ولهذا فاننا نفرح كما لايفرح غيرنا

نفرح الفرح الحقيقي بعبوديتنا لله سبحانه وتعالى
وبفضله ومنه علينا ورحمته بنا


جربوا التكبير بالقلوب مع التدبر لمعانيه

........


تقبل الله منا ومنكم

عيدكم مبارك

من العائدين والفائزين

حفظكم الله جميعا و أهليكم

الجمعة، 5 ديسمبر 2008

اللياقة النفسية ... ضغوط العمل


يشكل العمل ( الوظيفة ) جزءا كبيرا من حياتنا اليومية
فهو يشغل ما يقارب ثلث اليوم في الأحوال المعتادة
وذلك بواقع 8 ساعات يوميا منذ الخروج من المنزل حتى العودة ثانية
هذا في غير الأحوال الاستثنائية ( للبعض ) ممن يمتد عملهم لأكثر من هذه الساعات
بالاضافة الى ما يشغله العمل من
حيز التفكير الذي يمتد لأكثر من ساعات العمل

لذا فان العمل يشكل أهمية كبرى في حياتنا
لما يشغله من وقت ولما يسببه لنا من ضغوط
تؤثر بشكل كبير على مسار حياتنا
وذلك على جميع الأصعدة ولاسيما الاجتماعية


بيئة العمل :
تتكون بيئة العمل من : المكان ، المسئول ، الزملاء ، الموظف


مكان العمل :

المفترض أن تتوفر في مكان العمل المستلزمات الضرورية
لتوفير البيئة المناسبة والمريحة لأداء العمل بالشكل المطلوب
وغالبا ليس لنا خيار في تحديد شكل ومضمون المكان

لان مثل هذا الأمر يخرج عن إرادة وقدرة الموظف على تغيير ه
إلا بالانتقال من مكان عمل لآخر


المسئول :

وهو الشخص المشرف بشكل مباشر على الموظف
والذي يكون على علاقة يومية به
ويكون المسئول عن تقييم الموظف ومتابعته
وكذلك لسنا نحن من نختار المسئول

ولا علاقة لنا بتغييره أو اختيار من نرغب به
إلا بالانتقال من مكان إلى آخر


الزملاء :

وهم ينقسمون إلى قسمين :

زملاء ذو اتصال مباشر بشكل يومي
وهم من نعمل معهم في نفس القسم أو المكتب


زملاء ذو اتصال غير مباشر وهم العاملين في نفس المكان
وقد نلتقي بهم بين فترة وأخرى

وكذلك لا دخل لنا في اختيارهم
ولكن نستطيع أن نحدد طريقة تعاملنا مع كل منهم


الموظف :

أنا وأنت و أنتِ
يختلف الموظفون من حيث التزامهم في أوقات وطريقة أداء العمل
ولكن لا يكاد يختلفون في رغبتهم بـ :

* الترقية لدرجة أعلى

* الحصول على المكافآت المالية

* الحصول على التشجيع والتقدير

* الحصول على منصب أفضل ( مسمى وظيفي )


الكل يسعى إلى ذلك ولكن ....

هل الكل يعطي بقدر ما يرغب في الأخذ ؟

هل الكل يحصل على قدر ما يعطي ؟

هل الكل يرضى بما يحصل عليه ؟


هناك عدة أمور تتحكم فيما نعطي وما نحصل عليه
والمفترض أن كل منا يعرف مقدار عطائه الفعلي ومقدار ما يستحق
لكن مع الأسف نحن لا نكون منصفين مع أنفسنا في اغلب الاحوال
ولا ننتبه لذلك ...



من يعمل من أجل الترقية ولا يحصل عليها قد يصاب – غالبا - بالإحباط

من يعمل من أجل المكافأة ولا يحصل عليها قد يصاب – غالبا - بالإحباط

من يعمل من اجل التشجيع والتقدير ولا يحصل عليه قد يصاب – غالبا - بالإحباط

من يعمل من اجل المنصب ولا يحصل عليه قد يصاب – غالبا - بالإحباط

هل نحن نستحق أم لا نستحق ...ذلك شأن آخر لسنا في سبيل الخوض فيه

ما يهمنا الأثر النفسي والعملي المترتب على الإحباط

دائما المحبطون وغير الراضين هم الأكثرية
هذا الإحباط والضيق ينعكس أثره السلبي على حياتنا الشخصية
وعلاقتنا بالمحيطين بنا من أهل وأصدقاء
وحتى في التعامل مع الآخرين في كل مكان


وهذا جانب واحد فيما يسببه لنا العمل من ضغط نفسي
وهو أهم الجوانب ...

على اعتبار أن الجوانب الأخرى تتعلق بأساليب العمل وأخلاق وقيم العاملين :

* مسئول يسرق جهدك أو يجيّره لصالحه

* زميل عمل يعمل على زرع الشقاق ليصل هو

* زميل يسيء لك لأغراض شخصية

* تكتلات واستقطاب وحرب خفية

* ناهيك عن المراجعين لمن تكون طبيعة عمله
التعامل المباشر معهم


وغيرها......


كل ذلك يشكل العمل ضغطا نفسيا كبيرا على كثير من الموظفين

كيف نواجه كل ذلك ؟

لاشك أن كل نوع من المشاكل له طريقة أو أكثر لمواجهتها
وتختلف هذه الطرق والأساليب باختلاف الأشخاص وطبيعة المشكلة
فقد ينفع أسلوب معين مع احدنا ولا ينفع نفس الأسلوب مع شخص آخر
لذا نعمل على حل هذه المشاكل وفقا للخيارات المتاحة ان توفرت مثل هذه الخيارات


وهناك طريقة للتعامل مع كل هذه المشاكل
بل تجاوزها وعدم إعارتها أي أهمية
وهي :

أن نعمل مستحضرين النية
بالعمل الخالص لوجه الله سبحانه وتعالى ابتغاء مرضاته فقط


من يتمكن من الوصول إلى هذه الحالة
لن يشعر ولن يهتم لأي مشاكل في العمل
لان هدفه واضح ومحدد ....

فهو لا يتعامل مع البشر و إنما مع رب البشر

لنجرب ذلك ....بالبدء في تدريب انفسنا على هذا النوع من التعامل


..................

قال الله تعالى :



وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

( التوبة : 105 )

يتبع....





الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

اللياقة النفسية ... المصائب و الابتلاءات


من مِن البشر لا تحل به مصيبة أو بلاء ؟

فقد عزيز ( ابن ... احد الوالدين ... زوج ... الخ )
ضائقة مادية خانقة
خلافات ومشاكل عائلية
خسائر في تجارة
ديون متراكمة
مشاكل عاطفية

أنواع من المشاكل الاجتماعية والمادية والنفسية لا حصر لها
تصيب الجميع


فقير ...غني
صغير ... كبير
شريف...وضيع
رجل ...امرأة

لا تفرق بين احد من البشر

ولا غرابة في ذلك ...فهذا شأن الحياة الدنيا

وللمؤمن شأن خاص مع هذه المشاكل
وعندما نذكر المؤمن ... نقصد به المؤمن حقا وليس قولا فقط

كل مصيبة وكل بلاء لها وجهين سلبي وايجابي
جميع البشر يرون الوجه السلبي منها ( الأثر السيئ)
ويعيشون في وسط هذا الجانب ومعاناته
ويكاد يلف بهم لفا ويحيطهم من كل جانب
مما يؤدي إلى اسوداد الدنيا في عينيه

إلا المؤمن فهو يتفهم الجانب السلبي
ويتعايش معه بتقبله
ويطغى عليه استحضار الجانب الايجابي للمصيبة أو بالبلاء

لا توجد أي مصيبة أو بلوى مهما عظمت
إلا ولها جانب ايجابي


وينقسم هذا الجانب الايجابي إلى قسمين:
دنيوي وأخروي

أؤكد ... لا يرى الجانب الايجابي إلا المؤمن
لن يراه فقط ... بل يعيش في ظله
لا أريد ذكر الآيات والأحاديث فهي كثيرة
والكل يعرفها ...قرأها وسمعها

بل من يحافظون على قراءة سورة الكهف كل جمعة
لاشك انهم يعيشون في ظل آياتها طوال الأسبوع


فقدان ولد عزيز
هو مصاب كبير لوالديه


الجانب الايجابي لهذا الفقد (بالنسبة للمؤمن )هو :


إن ابنهم فارقهم إلى دار خير من دارنا

إن الصبر على البلاء يرفع درجة العبد

إن المبتلى هو عبد يحبه الله ويمحصه بالبلاء

إن في ذلك دفع لشر لا يعلمه ...ولكن الله يعلمه ( قد يكون الابن عاقا عندما يكبر )

قائمة طويلة من الجوانب الايجابية لفقد الابن تنفتح أمام والديه المؤمنين


خسارة مال أو ديون كبيرة ...
الجانب الايجابي :

دفع الله بها ضرر اكبر

رفع تكليف الزكاة عن العبد

منع العبد من الإسراف أو التبذير

منع العبد من المحرمات أو الربا

وهكذا قائمة طويلة من الايجابيات التي لايراها العبد
فالمال قد يكون مهلك لصاحبه



وعلى نفس المنوال في كل أنواع المصائب والابتلاءات

المؤمن يرى فيها :

تكفير ذنوب
وتمحيص إيمان

وفي كلا الحالين
فان الله سبحانه وتعالى قد نظر إلى عبده وأولاه رعايته
وان كان ظاهرها سلبي
إلا إن باطنها رحمة من الله

هل يتمنى العبد تعجيل عقوبته في الدنيا
أم تأخيرها إلى الآخرة ؟


هل يتمنى العبد أن ينظر إليه ربه حتى وان كان على شكل بلاء
أم أن يتركه لنفسه ؟


كلنا يعرف إن أكثر الناس بلاء هم الأنبياء
ثم الصالحين الأتقياء ... وهكذا

يجب أن يخاف العبد على نفسه ...
إن كانت المصائب والابتلاءات بعيده عنه


نعم ... لا يتمناها العبد المؤمن
ولكن يستشعر بالخوف على نفسه لأنه
يعرف إن الله عندما يبتلي عباده المؤمنين

فان ذلك مؤشر على حبهم

وكلما زاد الإيمان ...
عظم البلاء



ان استحضار هذه المعاني عند المصائب والابتلاءات

يخفف كثيرا من حجم المصاب

ويجعلنا نتعامل مع الامر بشكل افضل وبحكمة

............

قال الله تعالى :


مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ
مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا
وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14 ) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ
وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا
وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17 ) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18 )
( التغابن 11 : 18 )


يتبع ....