نعود لاستكمال هذه السلسلة مع الاعتذار من المتابعين
.............
إن الإحساس بالذنب هو من المشاعر التي يمكن أن تسيطر على الإنسان
بشكل قد تجعله قانطا أو تجعله قانتا
ووفقا لمقدار اللياقة النفسية التي نمتلكها
تكون طريقة تعاملنا مع هذا الأمر
من منا لا يذنب ؟
من منا لا يخطئ ؟
من منا لا يعصي ؟
كلنا معرض لارتكاب الذنوب ... وبشكل يومي
وهذا لا ينافي طبيعة الالتزام ولكن يجرحها
فكثير من الذنوب نرتكبها عن غير قصد
سهوا أو جهلا أو غضبا أو ....
• الإحساس بالذنب
لذا لابد أن تكون لدينا درجة حساسية عالية للذنوب
حتى نستشعرها أولا بأول
لان خطر تراكمها عظيم حتى وان كانت من الصغائر
وهذه الحساسية عند الناس على درجات :
لا يحس بالذنوب ... بسبب عدم وجود صلة مع الله
يحس بها ولا يهتم ... على صلة ضعيفة مع الله
يحس بها ويهتم ... على صلة قوية مع الله
بل أن هناك من يتجاوز الإحساس بالذنوب والاهتمام بها
إلى ما هو ابعد من ذلك وهو من ...
يحس بفوات طاعة ... وهذا يكون على صلة وثقى جدا مع الله
هو ... صاحب النفس اللوامة
يروي لي صديق قائلا :
الشيطان يتفنن في محاولة التقليل من الطاعات
بل يستخدم قال الله وقال الرسول
بهدف التقليل من النوافل التي تقوم بها
يقول لا فض فوه وهدى الله حاسدوه
( صديقي طبعا وليس الشيطان )
تعودت أن أصحى قبل صلاة الفجر بساعة
أتوضأ واصلي الشفع والوتر ثم ارفع يدي بالدعاء
ثم اقرأ القران حتى يحين وقت أذان الفجر
يأتيني الشيطان قائلا :
لماذا تؤخر الشفع والوتر إلى ما قبل الفجر
صلها بعد العشاء مباشرة
الم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم :
من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله
بقول صديقي أرد عليه : آه منك يا ابليس
أكمل ...لما لا تكمل
ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة
وهكذا
عندما أهم برفع يدي بالدعاء وقت السحر
يقول لي الشيطان : اجعلها بين الأذان والإقامة
أرد عليه
سأجعلها هنا وهناك
كثير من النوافل يأتيني الشيطان ليحاول التقليل منها
صلاة الضحى
يقول لي : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
وهي سنة وليست فريضة
لم تصليها أربع فلتكتفي باثنين فإنها تجزي
يقول صديقي: كلما سمعت ذلك
أزيد في الطاعة ولا أنقصها
لأني اعرف مبتغاه
يبدأ بالتقليل من الطاعات
ثم تركها
ثم يدخل علي من باب الذنوب
لذا ... لا أمكنه مني لأني اعرف صوته جيدا
قلت له : وكيف هو صوته ... دلني عليه لاجتنبه واحذره
رد مبتسما : صوته لا يُسمع
ولكن تحس به إن وصلت إلى حد معين من الإيمان والطاعة
يضيف صديقي مثلا آخر :
لو تأخرت عن صلاة الفجر
بحيث لم أدرك تكبيرة الإحرام
فاني قلبي ينقبض في ذلك اليوم
وألوم نفسي كثيرا على تقصيري
بل حتى لو أدركت تكبيرة الإحرام ولكن لم أدرك الصف الأول
فإنني ألوم نفسي على تقصيري
طبعا مثل هذا الشخص يتمتع بلياقة نفسية عالية
تجعله يتصرف بشكل أفضل
لان استحضار الثواب والعقاب والذنوب والطاعات
تعطي الإنسان ميزان يزن من خلال تصرفاته قولا وفعلا
و تحصنه من الكثير من المشاكل اليومية .
كما ان تعويد النفس على استشعار الذنوب
تمكننا من تفهم اخطاء الاخرين ونعذرهم في ذلك
ونأخذ بايديهم ... لا .. على ايديهم
.......................
قال الله تعالى :
لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ( 1 ) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ( 2 )
( القيامة 1:2 )
قال الله تعالى :
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
( إبراهيم: ٢٢ )
قال الله تعالى :
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
( آل عمران: ١٣٥ )