ولدت جاهلا ... وسأموت جاهلا وبينهما ...سأحاول أن أتلمس من العلم شيئا ......واطرق سبل المعرفة فان علمت وعرفت ...فذلك بفضل من الله
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تدبر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تدبر. إظهار كافة الرسائل

السبت، 15 نوفمبر 2008

اللياقة النفسية ...تفكر وتدبر

نحن مأمورون بالتفكر والتدبر

وهي عبادة عظيمة
تجعلك مرتبطا بخالقك بشكل مستمر
وتحميك من هوى النفس وتعطيك الطمأنينة
وتخلصك من كثير من شوائب النفس



لو قص عليك احدهم قصة تتضمن عبرة
أو تبين عظمة الله سبحانه وتعالى أو رحمته أو اقتصاصه من ظالم
فلن تتمالك نفسك عند انتهاء القصة
إلا تبادر قائلا : سبحان الله

كم من القصص والأحداث التي تمر بنا يوميا
ولا ننتبه لما فيها من عبر ...
و عظمة الله سبحانه وتعالى ورحمته وفضله ومنه

نسلط الضوء على بعض الجوانب كأمثلة

الحدث

احدهم أهدى لشخص كيس من التمر
وهم لا يعرفون بعضهما البعض والتقوا لأول مرة

مثل هذه القصة ( عادية ) وقد لا نرى فيها ما يستحق الذكر

صديقي الذي حدث له الموقف يرويها بطريقته قائلا :

في رمضان الفائت – وكعادتي –
اهدي زملائي وزميلاتي في العمل
بعضا من التمر في بداية رمضان

صحوت باكرا قبل موعد العمل
توجهت إلى منطقة ( الشويخ الصناعية )
سوق التمر تحديدا
اشتريت ( كرتونين ) من التمر تتضمن أربعة وعشرين كيسا

ثم ذهبت العمل وتم توزيع التمر على المتواجد من الزملاء
تبقى كيس واحد فأرجعته في الكرتون إلى صندوق السيارة

بعد ثلاثة أيام ... ذهبت إلى منطقة حولي
وتحديدا إحدى المكتبات التي تبيع الكتب الإسلامية
اشتريت مجموعة من المصاحف باللغات الآسيوية
وعندما همّ العامل وضعها في أكياس
تذكرت ( كرتون ) التمر الفارغ
فطلبت منه التريث قائلا :
لدي كرتون تمر فارغ هو مناسبا أكثر لوضع المصاحف

فإذا بمدير المكتبة يقول لي ممازحا :
شوف لنا إن كان فيه تمر نتفطر عليه

ويقول صاحبي لا فض فوه وهدى الله حاسدوه :
فعلا وجدت كيسا واحدا في الكرتون
أخرجته وقدمته لمدير المكتبة الذي طلبه

إلى هنا انتهت القصة وقد لا نجد فيها ما يستحق الذكر

يقول صاحبي...
في لحظة تقديم التمر
تداعى إلى ذهني السيناريو بشكل آخر

وهو كالتالي :

اخرج من منزلي ذاهبا الشويخ
اشتري التمر و أوزعه وتبقى كيسا واحدا
ثم اتجه بعد ثلاثة أيام إلى منطقة أخرى
لأقدم الكيس المتبقي لشخص آخر لا اعرفه

يا سبحان الله

كيف وصل التمر إلى هذا الرجل
دون تخطيط مسبق أو معرفه

أنها الأرزاق
كيف يقسمها ربي
وكيف يسخر شخص لخدمة الآخر

مدير المكتبة وهو جالس على مكتبه يصل إليه ما قسمه الله له
ويسخر الله احد عباده لتوصيل هذا الرزق
بنفس راضية دون تأفف

انه موقف عظه معبرة

ويكمل الصديق قائلا

وبعد هذا الموقف ... تكرر مرة أخرى بشكل آخر

وصلتني رسالة بوفاة قريب لأحد الأصدقاء
والدفن سيكون عصرا

خرجت باكرا قبل موعد الدفن بفترة كافية
لأصلي العصر في المسجد الذي بقرب المقبرة

وانأ في الطريق كانت منطقة الشويخ الصناعية على يميني
فدخلت متجها لأحد المحلات الكبيرة لبيع الحلويات الشرقية
أخذت تشكليه من الحلويات في عدة علب ( 6 علب تقريبا )

ثم ذهبت إلى المقبرة وبعد الانتهاء من الدفن والعزاء
قفلت راجعا
وعند خروجي من المقبرة
وإذ بأحد أفراد الحراسة واقفا عند باب المخرج
فأبطأت من سيري
وتطاولت إحدى علب الحلويات ووضعتها في يده وأكملت طريقي

وهنا قفزت إلى ذهني عظمة الله وفضله

أخرجني من بيتي في يوم ووقت محدد
ووجهني إلى مكان لاشتري منه الحلويات
ثم وجهني لإعطاء إحدى العلب لشخص لم أكن لأعرفه أو سبق أن رايته
كل ذلك دون تخطيط مسبق

تصورت إن هذا الحارس قد اشتهى في نفسه بعض الحلويات
وإذ هي بيده دون أي عمل أو جهد يذكر

كيف يوزع ربي الأرزاق على عباده
ويسخرهم لخدمة بعضهم البعض

صديق آخر... يقول

ذهبت في احد الأيام إلى منطقة ( السالمية ) قاصدا صيدلية لشراء دواء
ولم يكن في جيبي سوى خمسة دنانير فقط
وكنت أظن إنها تكفي لشراء الدواء فانا اعرف قيمته مسبقا

عند وصولي ... كان موعد صلاة المغرب
دخلت احد المساجد
وكان غالبية المصلين فيه من العمالة الآسيوية
بعد الانتهاء من الصلاة جلست للأذكار
فإذ اسمع احدهم – بلهجة خليجية – يسأل الناس حاجته
فقلت في نفسي : الم تجد مسجدا آخر ...
فهذا المسجد اغلب المصلين فيه من العمالة الآسيوية الفقيرة
والتي هي أحوج منك للمال

أكملت الأذكار و تسننت وهممت بالخروج
وإذ بسائل الناس جالس... ويسبقني أحد الآسيويين إليه
ووضع ربع دينار عند الرجل
لم اشعر بنفسي ... تلقائيا أخرجت الخمسة دنانير و أعطيتها للرجل
ولاحظت ( كوم ) من النقود لم يسبق لي رؤيته عند أي مسجد آخر

جلست في السيارة أراجع ما حدث
فتذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ما معناه
رب درهم سبق مائة ألف درهم


عظمة الله سبحانه وتعالى ورحمته وفضله
تتجلى يوميا في كثير من الأحداث والتصرفات
نحتاج فقط للتفكر والتدبر لما يحدث لنا وحولنا

كم مرة تأخر احدنا في الخروج من المنزل لأي سبب كان
وقد تأفف من هذا التأخير
ثم يرى حادثا في طريقه

الم يسبق الحادث خروجه المتأخر
ماذا لو خرج في نفس الوقت ولم يتأخر


نوصي الأهل ( بأكله ) معينة نشتهيها للغداء
ثم نتأخر في العمل ونضطر للغداء

اشتهينا ووصينا وتم إعداد ما نريد
و لكن لا نصل إليه... وهو ليس من نصيبنا


وأنت راجع من العمل في عز الصيف
تقود سيارتك المكيفة
ترى أحد العمال واقف في الطريق تحت الشمس الحارقة
ليلتقط رزقه
هنا ... تذكر نعم الله عليك
.
.
وأنت تتسوق في الجمعية
وعندما تقف أمام احد الأرفف
الاجبان مثلا
انظر إلى الأنواع والأشكال والماركات
كم عددها... لا تحصى
هنا ... تذكر نعم الله عليك
.
.
عندما تطلع على الأخبار في التلفزيون
وتشاهد أخبار الفيضانات والزلازل والكوارث المختلفة
هنا ... تذكر نعم الله عليك
.
.
عندما تخرج من بيتك ثم تعود سالما
هنا تذكر ... نعم الله عليك
.
.
في كل سكنه وفي كل حركة
في كل رمشه عين ...في كل فتح و اغماضة جفن
مع كل دقة قلب ...مع كل نفس
تذكر عظمة الله سبحانه وتعالى ... ونعمه عليك

تفكر وتدبر

هي عبادة عظيمة تجعلك مرتبطا بخالقك بشكل مستمر

وتحميك من هوى النفس

وتعطيك الطمأنينة

وتخلصك من كثير من شوائب النفس


.........

قال الله تعالى :
.
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
الجاثية: ١٣


وقال تعالى :

أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ
فاطر: ٣