تعالوا الى كلمة سواء

أراجيف سانك ..عالم فيزياء مسئول عن المفاعل النووي في إحدى الدول الأسيوية
وهو من اكبر العلماء في هذا المجال
عندما انتهى من عمله في احد الأيام
ركب سيارته عائدا لمنزله
وفي الطريق وإذا ببقرة تعبر الطريق
توقف أراجيف وارتحل من سيارته
ثم جثم على ركبتيه
وأطبق كفيه على بعضهما
ووضعهما تحت ذقنه واخذ يتمتم
إلى أن عبرت البقرة الطريق وابتعدت عن ناظريه
عاد أراجيف إلى سيارته وأكمل طريقه إلى المنزل

أراجيف نشأ في دولة فيها مئات الملل من أديان ونحل
وهو متخصص في مجال العلوم الطبيعية
ويعرف جيدا طرق
البحث العلمي و الاستدلال والتفكير المنطقي

كل ذلك لم يشفع له
لقد توقف لحيوان يعبر الطريق اعتقادا منه بقدسية هذا الحيوان
هكذا هي عقيدته التي يؤمن بها
ومتيقن منها دون ادنى شك

الاعتقاد
هو منطقة محظور الولوج إليها عند أراجيف
وكذلك محظور على الآخرين الاقتراب منها
هكذا نشأ وهكذا يعتقد
باستطاعته أن يفكر في كل شيء إلا العقيدة

إنها مأساة لنا عندما نرى عالما بهذا الحجم
يقوم بمثل هذا الفعل
ولكنها ليست كذلك بالنسبة له

..........................

تطرق بعض الإخوة والأخوات في تعليقهم على المقال السابق
ديوانية بو يميع
إلى أمور لابد من تجليتها ليتكامل الموضوع

وهنا لابد من التنويه ابتداء إلى ان في المقال السابق
تم طرح سؤال واحد مرتين و بنفس الصيغة تقريبا وذلك عن قصد
وهو :

هل سمع احد من أهل الكويت بسب الصحابة ؟

هل سمع احد من أهل الكويت بموضوع سب الصحابة ؟

الأول سماع شخصي جهارا نهار علنا ، هنا في الكويت ولفترة مطلقة .

الثاني سماع بموضوع السب بأي وسيلة أو طريقة وليس السب ذاته وذلك منذ عام 1990

وكان المغزى من ذلك بيان ان المشكلة في هذا الشان مستوردة وليست محلية المنشأ
وفي ذلك الكفاية

مواقع الانترنت والكتب :

لا شك أن من يرغب في الحصول على أي موضوع يخطر على باله
فانه سيجد ضالته في احد المواقع أو في بطون احد كتب .

وهذا الأمر ليس ميزة أو حكرا لطرف دون الآخر، فجميع الأطراف بأماكنها تحصل على ما تريد

المهم عن ماذا تبحث عنه أنت ؟

إن كنت تبحث عما يدين توجه فكري ... فانك ستجده
إن كنت تبحث عما يدين الإسلام كدين ... فانك ستجده
إن كنت تبحث عما يدين رئيسا أو ملكا... فانك ستجده
إن أردت أن تبحث عما يدين دولة ما ... فانك ستجده

وهلم جرا ... ملايين المواد التي تدين كل شيء في الدنيا

ليس المهم هنا إنها حق أم باطل من وجهة نظرك
ولكن كل ما ترغب به موجود

فإذا حصلت أنا على ما يدينك من وجهة نظري
فانك حتما تستطيع الحصول على ما يدينني من وجهة نظرك

وكل ذلك ليس من أدوات ولا مقومات الحوار الموضوعي

لنأخذ مثال

زيارة القبور والتبرك بها واللطم وشق الجيوب و التطبير :

يخطئ من يعتقد أن هذه الامور قاصرة على الاخوة في المذهب الشيعي فقط

زيارة القبور والتبرك بها تجدها منتشرة بين الذين يعتنقون المذهب السني وبشكل كبير
انظر إلي أضرحة الأولياء الصالحين في مصر ودول المغرب العربي على سبيل المثال


وكذلك هناك ما يماثل اللطم و التطبير

انظر إلى استخدام ما يسمى بالشيش والسيوف والجمر وغيرها
في بعض الطرق المحسوبة على أهل السنة

اليك عينة من نقاش في هذا الشأن عن الصوفية

شبكة الدفاع عن السنة

موقع الشيخ الدكتور محمد عبدا لغفار الشريف


الخلاصة في ذلك النقاش :

أن هناك ممن يدعي دفاعه عن أهل السنة يأخذ على الصوفية بدعهم
والآخر وهو شيخ سني ومتخصص في العلوم الشرعية يدافع عن الصوفية ويبرئها

ولكل منهم استشهاداته و ادلته

نعم لدينا ردودنا ومبرراتنا ولكن هل هي تقنع الآخرين ؟

إذا هذه بتلك .....

الحوار :

الحوار ملازم للإنسان منذ ميلاده إلى وفاته
ولا توجد قوه دنيوية تستطيع منع الحوار
نعم ... يمكن تحديده وتقييده والمعاقبة عليه
لكن ... لا يمكن لأحد منعه
نحن نتحاور مع أنفسنا ومع الآخرين كل يوم

وتختلف أساليب الحوار ومستوياته
وفقا للثقافة العامة والبيئة والظروف والأوضاع

ويبقى رغم كل الظروف ... الحوار أمر مطلوب
لان بتوقفه تبدأ الحروب بين الأمم والتقاتل بين الأفراد

لكن ...ما هو شكل وأسلوب وطريقة الحوار المطلوب ؟
وما الهدف منه ؟
وما هي الآثار المترتبة عليه ؟

هنا بيت القصيد

ولا شك إننا جميعا ننشد الحوار الراقي
لكن هل نحن جميعا ملتزمين بمعاييره ؟
وهل نحن فعلا نرتقي دائما بحواراتنا ؟

وماذا إذا كان الضرر المترتب على الحوار في مسالة ما اكبر من تجاهلها ؟

سبق أن كتبت سلسلة مقالات عن الحوار واحدها
آداب الحوار ... نحن اولى بها

وهو اجتهاد ليس إلا
ارجو مشكورا الاطلاع عليه

.........................

الساكت عن الحق شيطان أخرس

بداية لابد من التوضيح أن هذا قول وليس حديث كما يظن البعض
ورغم ذلك

فان الأمر لا يؤخذ على إطلاقه
و إنما يجب مراعاة القواعد الفقهية الأخرى مثل :

* تغليب المصالح على المفاسد
* اخف الضررين
* درء المفاسد أولى من جلب المصالح
* وغيرها من قواعد لابد من مراعاتها

الهدف هو : تحقيق القصد السامي من قول الحق
بما لا يترتب عليه إثم اكبر من السكوت عنه

إذا توفرت البيئة المناسبة والأطراف الملتزمين بآداب الحوار
فأهلا بأي حوار وفي أي شأن كان

..............

الاسلام والمسلمين :

نحن في احيان كثيرة نعقد الامور البسيطة
واعتقد اننا كمسلمين يجب ان نتميز بالبساطة والوضوح

لاحاجة لسوق ادلة من القران ومن السنة فهي لا تخفى على احد منكم
ولكن نقول

لتكن قلوبنا جميعا نقية محبه بيضاء
لا تحمل شيئا على الاخرين
ولكن تحمل لهم الحب والسلام

رسالتنا هي السلام مع انفسنا ومع الاخرين
مهما اختلفنا معهم ومهما اساؤا لنا

لا .... لا احتكار الدين
لا .... للحكم السلبي على الاخرين
لا .... لنبذ الغير

من منا يعرف مآله لكي يحدد مآل الاخرين ؟

هل تذكرون مقال المتألهون الجدد

لم لا نتوقف يوما عند قول الرجل الذي جاء من اقصى المدينة

قال الله تعالى على لسان الرجل :

إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)
( يس : 25-27 )

لم لا نتوقف يوما عند قول الله سبحانه و تعالى :

وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(التوبه :102 )

وفي البخاري :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا: " أتاني الليلة آتيان فابتعثاني فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولَبِن فضة، فتلقانا رجال شَطْر من خلقهم كأحسن ما أنت رَاء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فَقَعُوا في ذلك النهر. فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وهذا منـزلك. قالا أما القوم الذين كانوا شَطر منهم حَسَن وشطر منهم قبيح، فإنهم خلطوا عملا صالحًا وآخر سيئًا، فتجاوز الله عنهم".

اما كان الاجدر بنا جميعا ان نتوقف كثيرا عند قول الله سبحانه وتعالى :

وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
(الحجرات : 9 )

لماذا نبحث عما يؤجج الخلاف ونتجاهل ما يجعلنا نتجاوزه ؟

اعتقد انني قد اسهبت كثيرا

واظن ان الموضوع يستحق اكثر من ذلك

ومازال هناك الكثير مما يمكن قوله

ولكن ارجو ان يكون فيما سبق الكفاية

باختصار

لنتخلق بخلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في كل امور حياتنا

اللهم اني اسالك ان تغفر لي ما اعلم وما لا اعلم وان تتجاوز عني بفضلك وكرمك