فيما سبق تحدثنا عن :
اللياقة النفسية ... ابدأ
اللياقة النفسية ... تمهيد الأرضية
إن تطبيق ما سبق يختلف من شخص لأخر
وان الوقت المستغرق لتكوين اللياقة النفسية تختلف من شخص لآخر
كل وفق ظروفه و أسلوبه واجتهاده
قد يستغرق الأمر بضع شهور أو يصل إلى سنوات
ليس المهم الوقت المستغرق
بقدر أهمية الوصول إلى النتائج
ولا مكان للاستعجال فالأمر لابد آت إن شاء الله
اليوم سنتحدث عن أمر مهم يجب أن نمرن أنفسنا عليه وهو أول التمارين
للوصول إلى اللياقة النفسية المناسبة التي تعيننا على تحمل ضغوط الحياة
والتعامل معها بشكل ايجابي
هذا التمرين غالبا سيصطدم ببعض الموروثات الاجتماعية وبعض العادات والتقاليد أو بالأصح بعض الأمور السلبية التي نعتقد إنها أصبحت جزءا من موروثاتنا أو عاداتنا وتقاليدنا
قبل أن نبدأ نطرح سؤالا
متى يحس الإنسان بالوله لإنسان آخر ؟
أليس عندما يفتقده أو يفارقه وقتا ما – طال أم قصر - ؟
إذا ... الوله مرتبط بالفراق ؟
وإذا لازمك لا يكون وله – إلا عند الشعراء للمبالغة في التعبير عن المشاعر
إذا اتفقنا على ذلك
المطلوب تفسير التالي
س : شلونك بوفلان ؟ .. وينك ؟ مالك بينه ؟ ولهنا عليك ؟
ص : بخير الحمد لله ... توله عليك العافية
توله عليك العافية ... أي تفارقك حتى الوله ؟
هل نحن نقصد ذلك ؟
إذا كانا نقصد العكس
لماذا لا نقول ... ما توله عليك العافية
لا اعرف إن كان هناك تفسير مقبولا لهذا الأمر
لكني شخصيا لا استسيغ هذه العبارة ولا استخدمها
...........
قال الله تعالى :
انك لا تهدي من أحببت ........ ( القصص : 56 )
قالها رب البشر لأفضل واشرف الخلق
انك لا تهدي من أحببت
يا أب ... انك لا تهدي أبنائك
يا أم انك لا تهدين أبنائك
وقس على ذلك بقية البشر
إنكم فقط تدعونهم وتبصرونهم وتنصحون لهم
تبينوا لهم الحلال والحرام والصحيح والخطأ
و الزين والشين
تبذلوا الجهد في تربيتهم ولا تبخلوا عليهم في النصح والإرشاد
وبعد ذلك وكلوا أمركم لله سبحانه وتعالى
ما مناسبة هذا الحديث ؟
وما علاقته بموضوعنا ؟
الكثير إن لم يكن اغلب مشاكلنا التي نعاني منها
هي بسبب تحميل أنفسنا أخطاء الآخرين أو تبعات تصرفاتهم
يجب أن ندقق جيدا فيما نحمله من هموم ومشاكل
هل هي بسببنا ومن صنعنا
أم بسبب الآخرين ومن صنعهم
إذا كان الآخرون يفهمونني خطأ
فهل أنا المخطئ أم هم ؟
هل اشغل نفسي وأغيّر من سلوكي لكي أكون كما يرغب الآخرين
أم أبقى كما أنا وعليهم أن يتكيفوا هم معي ؟
تصور ( كمثال فقط )
عندما ارغب بزيارة فلان ... فلا البس ( قميص اصفر ) لأنه لا يستسيغه عليّ
وعندما ارغب بزيارة فلان لابد من لبس ( قميص ازرق ) لأنه يحب هذا اللون .
وعندما ارغب بالخروج مع فلان لابد وان البس ..... لأنه يحب أن يراني هكذا
حدثني صديق قائلا :
اشتريت – أجلكم الله – حذاء ذو لون مميز وغريب نوعا ما ولكنه يتناسب مع ما البس
وكلما رأتني إحدى الزميلات بالدوام بادرتني قائلة وهي تضحك : ... وي ... اش هل لون ؟ !!
حتى مللت من ذلك
فامتنعت عن لبسه
أصبحت كلما تراني قالت : وين ( جوتيك ) ذاك ؟
هذا مثال فقط لكيفية تصرفنا مع ما يحب الآخرين في شيء بسيط جدا
فما بالك بأقوالنا وأفعالنا ؟
أنا يجب أن أكون كما أريد أنا أن أكون
لا كما يريد الآخرين أن أكون
تربي ابنك وتتعايش معه حاملا همه تريده أن يصبح طبيبا
وإذا به يعود لك بعد سنوات من الغربة
حاملا جيتار :(
هل تقتله أو تنتحر ؟
لا هذا ولا ذاك طبعا
لا تلوم نفسك إلا إن كنت مقصرا في حقه فقط
ما عدا ذلك
لا تتحسر ولا تشغل نفسك
فذلك ما قسمه الله له
ومما هداه إليه الشيطان أو نفسه
ولا تزر وازرة وزر أخرى
نعم ... تحزن وتتحسر ...ولكن يجب ألا يجاوز ذلك المدى المعتاد
أؤكد ... لو ندقق في حياتنا سنجد إننا نحمل الكثير من المشاكل والهموم
والمفروض ألا نحملها ... لأنها تخص الآخرين ولا تخصنا نحن
نعود إلى الميزان
رضا الله سبحانه وتعالى
إذا قلت أو فعلت ما يرضى الله وأنت على يقين بذلك
لا تهتم لما يقوله الناس أو يعتقدون
قد تصطدم مع كثير من الموروثات التي تتعارض مع ذلك
يجب ألا تقف عندها طالما كان الميزان
رضا الله
لا تجعل الناس همك ولا غايتك
فليرضى من يرضى وليغضب من يغضب
اجعل غايتك
رضا الله سبحانه وتعالى في أقوالك وأفعالك
عند البدء في محاولة التغيير
ستنجح مرة وتخفق تسع مرات
مع الوقت ستتعادل الكفة
وبالاستمرار
ستخفق مرة وتنجح تسع مرات
..................
قال الله تعالى
وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
يونس 107
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
التكوير29
يتبع .....